يحدث أحيانا أن أحاول وبشدة أن أكون
كأن أسحب فرشاة وبضعة ألوان و أبدأ بتعذيب قطعة بيضاء لا ذنب لها سوى لونها
يا الله ما الذي أفعله في هذا الكون؟
أعرف مجمل الكذبات التي ألقيها على ذاتي ...وتخبرني صديقة جميلة أنني لا بد، في داخلي، أعرف الحقيقة ولا أود الإعتراف بها ...
وأطرق برأسي
طويلاً
كثيراً
عميقاً...
من يصدقني ؟
كيف أصدقني؟ حتى بداخلي ما من جواب !
طرق كثيرة ...أشجار و ألوان وأطر بحاجة لمن يملأها ببعض الصور
و داخلي متشابك كغابة في رواية رعب !
داخلي لا يعرف شكله .
يخطر ببالي أحيانا أن أتخيل
يحدث ذلك كثيراً
لو لم يمنحنا الله شكلاً خارجياً..
لو تركنا كائنات مائعة تتشكل حسب إرادة الداخل، ما الذي كنت لأكونه ؟
وتخطر ببالي منحوتة زجاجية في البندقية تحتوي ألوان الأرض وتلتلف تلتف صعوداً.. ألوانها مذهلة لكن صعودها الفوضوي غريب حد تنفير الناس منها.
ليتني أعرف كيف أقرأني ....ليتني أتعلم لغة أستطيع بها فك رموز داخلي فأكف عن الهرب .
لا أشبه الفتاة في المرآة
لا أشبه التي تتحدث عنها صديقاتي
لا أشبه يوزراتي
أعرف وبشده أني لم أوجد بعد
لكنني لا أملك تفسيراَ لماهية كينونتي الآن
أعجز عن فهم العالم
مصابة بغباء مفرط
وعجز وجودي حاد
وما زلت أحاول أحاول بشدة أن أكون
مسكين أيها الأبيض!